الرئيسية
أحدث الصور
هذه وصيتي وأدعوا الالتزام بها وبما يأتي فيها، أستحلفكم بالله أن لا تكتبوا على قبري (الشهيد) ولا على الجدران، وأن لا تلصقوا لي صور ولتوفروا هذه الأموال للمجاهدين، وأن تسووا قبري بالتراب وأن لا يجعل إلا من تراب.
وهذه وصيتي إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام: إخواني المجاهدين أوصيكم ونفسي بتقوى الله ولزوم طاعته وعدم مخالفة أمره القائل في كتابه العزيز في سورة التوبة:" فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا إن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل حر جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون".
فليضحكوا فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا بما كانوا يكسبون، أيها المجاهدين لا يضركم تخاذل الحكام لليهود والنصارى، فيحسبوا أنه عزا لهم بل هو ذل لهم إلى يوم القيامة فلن يضركم تخاذلهم شيئا، فسيروا على الطريق التي اختارها الله لكم ولرسولكم من قبلكم، طريق ذات الشوكة، طريق العزة والشهادة، فلتجعلوا من أعمالكم خالصة لله وحده تبتغون رضوانه ولا يضرنكم هذا الطريق الذي أعزنا الله به بتضحيات إخواننا الشهداء الذين سبقونا إلى جنات عرفناها، فاجعلوا أعمالكم خالصة لله تعالى، على أن يلحقنا وإياكم بركبهم وركب الإسلام ولا تجعلوا منفذ لأعداء الله من قبلكم ولا ثغر من ثغوركم ينفذ منه أعداء الله إليكم.
وأوصيكم بحديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:" استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان"، كانت هذه مقتطفات من وصية الشهيد القسامي المجاهد محمد عمر جندية وإليكم قصته:
النشأة والمولد
كانت عائلة جندية في شرق حي الشجاعية إحدى أهم العائلات المجاهدة في فلسطين على موعد يوم الأول من شهر أبريل من العام 1984م لميلاد الأسد القسامي المجاهد محمد عمر عوض جندية، وولد عمر في عائلة متدينة ومحافظة وتميز في مختلف مراحل حياته المختلفة بهدوئه الشديد وحبه للناس، ومضت الأيام سعيدة وهانئة على تلك العائلة المجاهدة، فقد تربى شهيدنا بصحبة ستة من الأشقاء وسبعة شقيقات ليكون ترتيبه قبل الأخير بينهم، حيث بادلهم كما الآخرين الحب والحنان ولم يبخل عليهم بمساعدة أو أي شئ آخر.
مواظب على الدراسة
وبعد أن أصبح شهيدنا في السن المحددة للدراسة، فقد بدأ دراسته الابتدائية في مدرسة حطين المجاورة لمنزلهم ومنها حصل على الشهادة الابتدائية، وتابع مرحلة الدراسة ليحصل بعد سنوات على شهادة المرحلة الإعدادية من مدرسة الفرات (عمر بن عبد العزيز) من نفس الحي، وما هي إلا سنوات حتى اقتنص شهادة الثانوية العامة من الفرع الأدبي بمدرسة جمال عبد الناصر بالحي، وكان شهيدنا أحد أبناء الكتلة الإسلامية على امتداد مراحل دراسته المختلفة، وأحد النشطاء في حضور فعاليات الكتلة الإسلامية في مدرسته، ولكن شهيدنا وبعد انتهائه من دراسته الثانوية رفض متابعة الدراسة الجامعية، فقد كان شارد الذهن ويفكر في أمر لا يعلمه أحد من حوله، ولربما كان يفكر في الآخرة ولا ينظر للدنيا وملذاتها.
وفي الفترة القصيرة التي كانت بعد انتهاء مراحل دراسته وحتى نيله شرف الشهادة بالعمل في مجال الحدادة، ولكنه أيضا كان غير مهتم بالعمل في أي مهنة نظرا لأنه كان متعلقا بالآخرة بشكل غريب جدا.
متواضع للجميع
عرف شهيدنا منذ صغر سنه بتواضعه الشديد مع الآخرين وهدوئه منقطع النظير وهذا ما أهله لأن يكون أحد أعضاء كتائب الشهيد عز الدين القسام، كما أنه لم يحمل في قلبه ذات يوم مثقال ذرة من ضغينة أو بغضاء على أحد حتى ولو أن ذلك الشخص قد أساء إليه، كما أن اتساع صدر شهيدنا لكل من عرفهم وخدمته ومساعدته لكل من طلب المعونة والمساعدة أهله لأن يكون محبوبا من الأصدقاء وكل من عرفوه وتعاملوا معه.
التزم شهيدنا وارتبط بالمسجد وتأثر بتعاليم المسجد وقيمه وأخلاقه منذ كان في المرحلة الإعدادية من العمر، فقد أخذ يتابع حلقات الذكر ودروس العلم وقراءة القراءة بالمسجد، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه لأكثر من ذلك فقد كان محمد وعلى الرغم من صغر سنه أحد الذين يحثون الناس ويشجعونهم لحضور مجالس الذكر ودروس العلم، ومن خلال الالتزام بالمسجد فقد انخرط شهيدنا في صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس وأصبح يشارك في المسيرات والفعاليات المختلفة التابعة لها، بالإضافة إلى مشاركته الفاعلة في مسيرات تشييع الشهداء وأعراسهم، يذكر أن شهيدنا التزم بالعديد من المساجد في الحي كمسجد التوفيق البعيد عن بيته، ومن ثم التزم بمسجد بسيسو الذي بني بالقرب من منزله.
سري جدا
أما بالنسبة لعمله في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، فلم يعرف متى كان ذلك تحديدا، نظرا لسرية الشهيد وكتمانه الشديدين حول هذين الموضوعين حتى عن أقرب المقربين، إلا أنه يرجح أن يكون انخرط شهيدنا للعمل في الجناح العسكري أثناء انتفاضة الأقصى المباركة، فقد كان أحد الحراس عن أبناء الشعب الفلسطيني من غدر قوات الاحتلال الصهيوني، وذلك من خلال رباطه وحراسته في سبيل الله الليالي الطوال، بالإضافة إلى تصديه للاحتياجات الصهيونية للأحياء والمدن الفلسطينية المختلفة.
مواقف لا تنسى
وفي الأيام الأخيرة من حياته أكد أفراد عائلة شهيدنا أنه كان لا يظهر في البيت إلا قليلا جدا وإن كان في البيت فإن عقله لا يكون في البيت بل يكون شارد الذهن وسارح الفكر، يفكر في أمور لا يعلمها أحد.
وبعد استشهاده جلس كل من أحبوا محمد يتذاكرون الطرائف والمواقف الجميلة معه، فوالده يتذكر محمد في أحد الأيام بينما كان يصلي لله ولم يكن يرى والده، وأخذ محمد يدعو الله أن يرزقه الشهادة بإلحاح شديد، فقام الوالد وذهب إليه، وبعد أن أنهى محمد وجد والده جالسا بجواره فحضنه وضمه إلى صدره وأخذ يقبل يديه طالبا منه أن يدعو له بالشهادة في سبيل الله.
شهادة في سبيل الله
جهز شهيدنا لنسه لزفاف الحور العين ولبس زيه الخاص وذهب يوم الاثنين 6 – 9 – 2004م إلى دورة عسكرية تنشيطية له وفي تمام الساعة الثانية عشرة ليلا في تلك الليلة وبينما كان محمد والعديد من زملائه يقومون بتدريبات عسكرية شرق الشجاعية، انهالت عليهم صواريخ الاحتلال الصهيوني ليرتقي محمد شهيدا في سبيل الله نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
وهذه وصيتي إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام: إخواني المجاهدين أوصيكم ونفسي بتقوى الله ولزوم طاعته وعدم مخالفة أمره القائل في كتابه العزيز في سورة التوبة:" فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا إن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل حر جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون".
فليضحكوا فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا بما كانوا يكسبون، أيها المجاهدين لا يضركم تخاذل الحكام لليهود والنصارى، فيحسبوا أنه عزا لهم بل هو ذل لهم إلى يوم القيامة فلن يضركم تخاذلهم شيئا، فسيروا على الطريق التي اختارها الله لكم ولرسولكم من قبلكم، طريق ذات الشوكة، طريق العزة والشهادة، فلتجعلوا من أعمالكم خالصة لله وحده تبتغون رضوانه ولا يضرنكم هذا الطريق الذي أعزنا الله به بتضحيات إخواننا الشهداء الذين سبقونا إلى جنات عرفناها، فاجعلوا أعمالكم خالصة لله تعالى، على أن يلحقنا وإياكم بركبهم وركب الإسلام ولا تجعلوا منفذ لأعداء الله من قبلكم ولا ثغر من ثغوركم ينفذ منه أعداء الله إليكم.
وأوصيكم بحديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:" استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان"، كانت هذه مقتطفات من وصية الشهيد القسامي المجاهد محمد عمر جندية وإليكم قصته:
النشأة والمولد
كانت عائلة جندية في شرق حي الشجاعية إحدى أهم العائلات المجاهدة في فلسطين على موعد يوم الأول من شهر أبريل من العام 1984م لميلاد الأسد القسامي المجاهد محمد عمر عوض جندية، وولد عمر في عائلة متدينة ومحافظة وتميز في مختلف مراحل حياته المختلفة بهدوئه الشديد وحبه للناس، ومضت الأيام سعيدة وهانئة على تلك العائلة المجاهدة، فقد تربى شهيدنا بصحبة ستة من الأشقاء وسبعة شقيقات ليكون ترتيبه قبل الأخير بينهم، حيث بادلهم كما الآخرين الحب والحنان ولم يبخل عليهم بمساعدة أو أي شئ آخر.
مواظب على الدراسة
وبعد أن أصبح شهيدنا في السن المحددة للدراسة، فقد بدأ دراسته الابتدائية في مدرسة حطين المجاورة لمنزلهم ومنها حصل على الشهادة الابتدائية، وتابع مرحلة الدراسة ليحصل بعد سنوات على شهادة المرحلة الإعدادية من مدرسة الفرات (عمر بن عبد العزيز) من نفس الحي، وما هي إلا سنوات حتى اقتنص شهادة الثانوية العامة من الفرع الأدبي بمدرسة جمال عبد الناصر بالحي، وكان شهيدنا أحد أبناء الكتلة الإسلامية على امتداد مراحل دراسته المختلفة، وأحد النشطاء في حضور فعاليات الكتلة الإسلامية في مدرسته، ولكن شهيدنا وبعد انتهائه من دراسته الثانوية رفض متابعة الدراسة الجامعية، فقد كان شارد الذهن ويفكر في أمر لا يعلمه أحد من حوله، ولربما كان يفكر في الآخرة ولا ينظر للدنيا وملذاتها.
وفي الفترة القصيرة التي كانت بعد انتهاء مراحل دراسته وحتى نيله شرف الشهادة بالعمل في مجال الحدادة، ولكنه أيضا كان غير مهتم بالعمل في أي مهنة نظرا لأنه كان متعلقا بالآخرة بشكل غريب جدا.
متواضع للجميع
عرف شهيدنا منذ صغر سنه بتواضعه الشديد مع الآخرين وهدوئه منقطع النظير وهذا ما أهله لأن يكون أحد أعضاء كتائب الشهيد عز الدين القسام، كما أنه لم يحمل في قلبه ذات يوم مثقال ذرة من ضغينة أو بغضاء على أحد حتى ولو أن ذلك الشخص قد أساء إليه، كما أن اتساع صدر شهيدنا لكل من عرفهم وخدمته ومساعدته لكل من طلب المعونة والمساعدة أهله لأن يكون محبوبا من الأصدقاء وكل من عرفوه وتعاملوا معه.
التزم شهيدنا وارتبط بالمسجد وتأثر بتعاليم المسجد وقيمه وأخلاقه منذ كان في المرحلة الإعدادية من العمر، فقد أخذ يتابع حلقات الذكر ودروس العلم وقراءة القراءة بالمسجد، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه لأكثر من ذلك فقد كان محمد وعلى الرغم من صغر سنه أحد الذين يحثون الناس ويشجعونهم لحضور مجالس الذكر ودروس العلم، ومن خلال الالتزام بالمسجد فقد انخرط شهيدنا في صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس وأصبح يشارك في المسيرات والفعاليات المختلفة التابعة لها، بالإضافة إلى مشاركته الفاعلة في مسيرات تشييع الشهداء وأعراسهم، يذكر أن شهيدنا التزم بالعديد من المساجد في الحي كمسجد التوفيق البعيد عن بيته، ومن ثم التزم بمسجد بسيسو الذي بني بالقرب من منزله.
سري جدا
أما بالنسبة لعمله في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، فلم يعرف متى كان ذلك تحديدا، نظرا لسرية الشهيد وكتمانه الشديدين حول هذين الموضوعين حتى عن أقرب المقربين، إلا أنه يرجح أن يكون انخرط شهيدنا للعمل في الجناح العسكري أثناء انتفاضة الأقصى المباركة، فقد كان أحد الحراس عن أبناء الشعب الفلسطيني من غدر قوات الاحتلال الصهيوني، وذلك من خلال رباطه وحراسته في سبيل الله الليالي الطوال، بالإضافة إلى تصديه للاحتياجات الصهيونية للأحياء والمدن الفلسطينية المختلفة.
مواقف لا تنسى
وفي الأيام الأخيرة من حياته أكد أفراد عائلة شهيدنا أنه كان لا يظهر في البيت إلا قليلا جدا وإن كان في البيت فإن عقله لا يكون في البيت بل يكون شارد الذهن وسارح الفكر، يفكر في أمور لا يعلمها أحد.
وبعد استشهاده جلس كل من أحبوا محمد يتذاكرون الطرائف والمواقف الجميلة معه، فوالده يتذكر محمد في أحد الأيام بينما كان يصلي لله ولم يكن يرى والده، وأخذ محمد يدعو الله أن يرزقه الشهادة بإلحاح شديد، فقام الوالد وذهب إليه، وبعد أن أنهى محمد وجد والده جالسا بجواره فحضنه وضمه إلى صدره وأخذ يقبل يديه طالبا منه أن يدعو له بالشهادة في سبيل الله.
شهادة في سبيل الله
جهز شهيدنا لنسه لزفاف الحور العين ولبس زيه الخاص وذهب يوم الاثنين 6 – 9 – 2004م إلى دورة عسكرية تنشيطية له وفي تمام الساعة الثانية عشرة ليلا في تلك الليلة وبينما كان محمد والعديد من زملائه يقومون بتدريبات عسكرية شرق الشجاعية، انهالت عليهم صواريخ الاحتلال الصهيوني ليرتقي محمد شهيدا في سبيل الله نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
