عاشق الشهادة المقدام
أحب قراءة وحفظ القرآن الكريم منذ صغره، فكان أسدا مغوارا لا يخشى الموت .. كما كان في الصفوف المتقدمة دائما ، عرف عنه بحبه للشهادة في سبيل الله فكان نعم الرجل المقدام.
التزم في المساجد وأحب المجاهدين، تجده في كل مواقع يستطيع أن يقدم الخدمة لدين الله، كان ساهراً بالليل فارساً بالنهار.
فهم وعرف ما أطيب العيش الرغيد بمن سكنوا قلوبنا ولكنهم بعيدون عن عيوننا ... ما أطيب العيش بإخوة سبقونا إلى الجنان ... وما أروع الشهادة في سبيل الله بعد إخلاص وتضحية وبذل للدماء ... حكاية شهيد لطالما عشق الشهادة في سبيل الله انه الشهيد القسامي المجاهد محمود حمدي جندية .
الميلاد والنشأة:
ولد الشهيد القسامي المجاهد محمود حمدي جندية في عام 1986 في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حي الصمود والتحدي والبطولة في وجه أقوى جيش صهيوني، نشأ لأسرة متواضعة ، عاش محمود طفولة بريئة كأطفال فلسطين وسط احتلال صهيوني ودمار وخراب وقتل للأطفال والشيوخ والشباب.
تربى شهيدنا على حب الإسلام وخدمة دين الله في الأرض ، فقد كانت عائلته تغرس فيه حب التضحية والفداء وحب الله ، أنهى محمود دراسة المرحلة الابتدائية والإعدادية من مدرسة حطين ، والتحق بمدرسة جمال عبد الناصر الثانوية ، لم يكمل محمود الدراسة فانتقل للعمل في مهنة البناء ليساعد أهله في توفير لقمة العيش الكريمة الهانئة، فكان يخرج من الصباح ليكد ويتعب ليساهم بما يستطيع في توفير حياة كريمة لأهله .
أسرعهم لطاعة والدية
والد الشهيد القسامي محمود يصف ابنه بالقول " كان محمود رحمه الله أهدأ إخوته، وكان يطيعني ولا يرفض لي طلبا .. وتميز عن إخوته في أنه أسرعهم لطاعة والدية .. "، كما أن محمود تميز بمحافظته على الصلاة منذ صغره فكان حريصا على أن يذهب لمسجد الهواشي ليؤدي الصلاة جماعة ، كما انه أحب قراءة وحفظ القرآن الكريم منذ الصغر ، كما انه كان يرضي الجميع، وكان يعمل ما بوسعه أن لا يغضب أحدا منه .. وقد عرف باحترامه للكبار وعطفه على الصغار، كما عرف عنه صيام الاثنين والخميس وقيام الليل ، كما عرف بحبه للطرافة والفكاهة ، وحب ممازحة إخوانه بما يرضى الله عز وجل ، ومحاولة التخفيف عنهم ، كما انه كان شجاعة لا يخشى في الله لومه لائم .
محمود في المسجد:
التزم الشهيد المجاهد محمود جندية في الذهاب للمسجد منذ أن وعي ما حوله ، فكان الى جانب حفظه للقرآن يحرص على حضور الندوات الدينية وجلسات القرآن الكريم ، وحرص أيضا على الأسر التربوية ، وشارك بعدة أنشطة في مسجد الهواشي ، كما شارك في الأنشطة الجماهيرية ، وتشييع الشهداء والمسيرات الجماهيرية ، والعديد من الأنشطة الأخرى، كما أنه الحق بصفوف الإخوان المسلمين في عام 2004 .
أسداً في صفوف القسام:
انضم شهيدنا المقدام محمود الى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام بعد بداية انتفاضة الأقصى المباركة ، فكان أسدا مغوارا لا يخشى الموت .. كما كان في الصفوف المتقدمة دائما ، عرف محمود بحبه للشهادة في سبيل الله فكان نعم الرجل المقدام.
شارك الشهيد القسامي المجاهد محمود جندية في العديد من المهمات الجهادية ضد الصهاينة ، حيث شارك في صد عدة اجتياحات للعدو الصهيوني ، وكان دائما يكون أول المتصدين للاجتياح ، وقد عرف بالسرية والكتمان والإخلاص في عمله ، وقد أطلق عليه قادة القسام في منطقته لقب "حوت القسام" لما فيه من رجولة وشجاعة وإقدام.
عاشق الشهادة :
عشق محمود الشهادة في سبيل الله وكان دائما يدعو الله أن يرزقه الشهادة في سبيل الله ، وفي ذات مرة ألح والد الشهيد على ابنه محمود أن يزوجه ولكنه رفض وقال لا أريد الزواج في الدنيا أريد أن أتزوج ، الحور العين .
موعده مع الشهادة:
في آخر لحظاته قال الشهيد محمود لوالدته أنه سوف يخرج للرباط ، وكانت قوات الاحتلال قد اجتاحت منطقة المنصورة شرق حي الشجاعية ، فخرج محمود بكل بسالة وإقدام ، ليقارع أعداء الله ، ففي تاريخ 28/8/2006 ، وأثناء محاولته إسعاف عدد من الشهداء والجرحى أطلقت طائرة استطلاع صاروخا عليه فمزقته أشلاء ، ليرتقي إلى الله شهيدنا كما تمنى وقد كان برفقة الشهيد القسامي خالد العجلة الذي استشهد معه .